الفنان خالد موردة في بوح شفيف لفجاج: “قراي عيونك” بكاورة إنتاجي والساحة الفنية لاتنفصل عن البيئة
الفنان خالد موردة في بوح شفيف لفجاج: “قراي عيونك” بكاورة إنتاجي والساحة الفنية لاتنفصل عن البيئة
أجراه: رمزي حسن
نلتقي اليوم بواحد من الفنانين الشباب الذين يسيرون بخطى ثابتة نحو القمة، ولنقف على هذه سيرته الفنية مابين قوسين بداياتها ونهياتها تجولنا وخرجنا بالكثير من المعلومات والحقائق والمحطات التي جدرانها الإبداع النقي والسير الصحيح والتقيانه عبر هذه الحوار الذي قرأنا كثير من لافتاته التي علقت في كل محطة لنصل لميناءه الفني الا وهو الفنان الشاب خالد فضل المولى علي بخيت
سيرة ذاتية:
في البدء أرسل أسمى آيات الشكر لكم ولصحيفتكم وصفحتكم العامرة لفرد المساحة لي وإجراء هذا الحوار الذي أتمناه بحق وحقيقة أن يجد الصد الطيب في نفوس القراء، أما فيما يخص سؤالكم عن سيرتي الذاتية فأنا خالد فضل المولى علي بخيت من مواليد أمدرمان – الموردة حي أبوعنجة “الصابرين”، متزوج من الأستاذة / سعاد كردة عبدالخير وأب لثلاثة ملك وحنين ويوسف (محي)، وأسكن حاليا والأسرة الكريمة بمدينة أبوسعد مربع (16)، ومقيم بالمملكة السعودية الرياض.
حدثنا عن تجربتك الفنية من البدايات حتي اليوم وشخصيات لعبت دورا مهما في تجربتك؟
في الحقيقة البدايات الفنية كانت كما معظم بدايات المطربين والمغنين عبر الجمعيات الأدبية في المراحل الدراسية الأولية عبر تلحين القصائد الموجودة بالمقرر والمشاركة بالغناء وتقليد الفنانين الرواد أمثال الرحل الذري إبراهيم عوض والراحل العندليب الأسمر زيدان إبراهيم وغيرهم من مبدعي بلادي. وحيث صلقت الموهبة أيضا بالإستماع لأشرطة الكاسيت التي كانت موجودة في بيتنا عبر خالي عثمان عبدالكريم والخال الراحل ربيع عبدالكريم الذي كان عازفاً لآلة الإيقاع (البنقز)، والخالة درية عبدالكريم رحمة الله عليها التي شجعتني كثيرا في موضوع الغناء، ومن ثَم انتقلت التجربة (الموهبة والهواية) للتغني في مناسبات الأهل الذين أسهموا كثيرا في تشجعيني ودعمي، ومن خلال دراستي بالجامعة الأهلية العريقة أستطعت من خلال الأصدقاء أن أقدم نفسي كفنان “هاوي” عبر التغني في مناسابات الأصدقاء العائلية والتغني في الاحتفالات الخاصة بالأسر والروابط داخل الجامعة والرحلات العلمية، وأيضا المشاركة في التخاريج الخاصة أيضا بطلبة الجامة حيث أقمت حفل تخريج بمدينة القضارف الأنيقة، حتى وصل بي المسير بأن احتضتني الغربة والجالية السودانية المقيمة بالمملكة، وساعدتني في مواصلة النشاط عبر المشاركة في الكثير من المحافل والمنتديات والروابط والأسر والجمعيات.
عدد أعمالك الخاصة هل لك ثنائية مع شاعر أو ملحن ومن هو؟
في الحقيقة ولا أخفيك سرا فقد اتجهت في مسار الغناء الخاص مؤخراً، وبتشجيع من الأصدقاء المقربين وخصوصا أصدقائي في صفحتي بالفيس بوك وعبر الوسائط الأخرى، فقد وجدت منهم حقيقة دعم سخي ونقد هادف وبناء، فكانت والحمد لله باكورة إنتاجي الخاص أغنية قراي عيونك من كلمات الشاعر يوسف حمد النيل عربي وألحاني، وبعدها وبعد الاستحسان الذي حظي به المجهود توالت الأعمال الخاصة وقد أنتجت والحمد لله عدد 8 أعمال غنائية خاصة منها (تعال نزعل، أقول أرحل، مزامير الفرح، أنفاس هواي) وهناك عدد من الأعمال في طريقها للصدور قريباُ بمشيئة الله، وقد كان هناك تعامل مع عدد من الشعراء منهم الأستاذ/ هاشم أحمد خلف الله والعميد م. عصام الدين فتح الله والأستاذ/ عماد الدين الطيب، وأيضا عدد من الملحنين وهم الأستاذ عمر فتح الله والأستاذ/ حليم حسن الشافع والأستذ/ الشافعي شيخ إدريس مؤخراً وعدد المنفذين الموسيقين منهم الأصدقاء الأعزاء الأستاذ/ عزالدين ضمرة، والأستاذ/ حيدر السر والفنان/ وليد النسيم “الذي أمتن له كثيراً” وعدد كبير من العازفين الكرام.
هل جربت التلحين وهل تكتب الشعر؟
أرتباطي بالتلحين كان منذ نعومة الأظافر، أما الشعر فلم أخض تجربة كتابته لكني نوعا ما متذوق له، وفيما يخص التلحين أذكر وأنا في مرحلة الرياض كنت أرحب أن اتغني لأقراني بروضة الراحلة الأستاذة والمربية آمنة منصور (بحي الضباط) بأغنيات الأطفال مثل لي قطة صغيرة سميتها سميرة، وأمي يا أجمل كلمة بقولا، وغيرها من أناشيد الأطفال. وقد كانت محل رضى لدا الفصل، وعندما التحقت بالمرحلة الابتدائية بمدرسة الرشاد الابتدائية النموذجية، قد استنطقت بألحاني عدد من القصائد الموجودة في المقرر مثل قصيدة الطيارة وقصيدة جبيت وقد وجدت ألحاني استحسان أيضا لدى أستاذتي وزملائي بل أصبحت تردد حتى على مستوى الفصول التي أتت من بعدنا، والآن وبعد إتجاهي للغناء الخاص قمت بتلحين عدد من الأعمال وهي قراي عيونك كما أشرت آنفاً وتعال نزعل من كلمات الشاعر هاشم أحمد خلف الله، وجوري من كلمات الشاعر أسامة تنقا وهي أغنيى خاصة بالطفل، ولكني بصراحة شديدة ضد فكرة أن يقوم الفنان بتلحين كل أعماله لأن الأفضل والاجمل للمغني هو توصيل جمال ألحان الأخرين وإخراجها بحُلته وصبغته الصوتية الخاصة حتى تكتمل أركان العمل الغنائي.
رايك في الساحة الفنية اليوم؟
الساحة الفنية اليوم وعلى وجه الخصوص في وطننا الحبيب، كما هي في سابق عهدها لا تنفصل على البيئة المحيطة بها والتي تتعايش معها، فالحراك الاجتماعي والسياسي والإقتصادي والثقافي في مجمله ذو علاقة طردية مع الحراك الفني وهنا المقصد الفنون، والغناء والموسيقى أحد الروافد، فإذن ما نشهده هو انعكاس للمعطيات الآنية، فإذا أردنا الأفضل على تقديم الأفضل في شتى المجالات ذات الإرتباط. ورغم اختلاف زوايا النظر للساحة الفنية في وقتها الحاضر فإنها تنعم بتجارب صوتية وموسيقية ثرة ذات جمال أخاذ وملفت، وتحتاج المزيد من الرعاية والدعم حتى تصبح امتداد للأرث الفني الغني الذي سطره الرواد.
أين أنت من الأغنية الوطنية؟
التغني للوطن هو إحساس متجسد فينا جميعا، وهو عصارة الحب وقمة العاطفة وذروة الجمال أن نشدو لهذا الوطن وهذا الشعب العظيم، وفي ظل الحرية والتغيير وظلال ثورة ديسمبر المجيدة علا صوت الوطن فوق كل الأصوات، وخالد موردة يبحث عن الشيء الذي يتوافق مع المكنون الوجداني الذي بداخله حتى يقوم وبكل شجاعة بطرحه في ثوب أنيق يطيب به الجلوس والتغني في حضرة الوطن، فمجال الغناء للوطن عصي وليس بالسهولة بمكان فقد تصدر به الهرم الغنائي السوداني وردي وحاز به على لقب فنان افريقيا الأول، وحاز به الخليل والعطبراوي وأحمد المصطفى وعثمان حسين وغيرهم على حب الجماهير لما قدموا من معاني رصينة وأنيقة.
أثر البيئة في فنك؟
كما ذكرت في معرض حديثي الفنون ليست منفصلة عن البيئة فهي تؤثر وتتأثر بها، وكذا الإنسان وخصوصا الفنان، وخالد موردة تعاظم أثر بيئة أمدرمان بحواريها وحي الموردة بأزقته وعموم السودان في شخصيته الغنائية، وقد كان التغني لفريق الموردة في عصرها الذهبي عبر شاديها الفنان الاستاذ والعراب/ محمد حامد الجزولي في بداية التسعينات، الذي استلهمنا منه حب الشعار والتغني للهلب، فقد كان ترديد أغنيات الموردة في الحي ومناسبات الأهل أثره العظيم في هويتي الفنية، وقد ارتبط اسم الموردة بي طلية حياتي الدراسية والعملية وحتى الان وأنا في ضفافات الاغتراب، فنادي الموردة العريق هو الملهم وحب الموردة هو المصدر. علما بأني ورثت هذا الحب الفياض من الوالد رحمة الله عليه فضل المولى علي الذي كان محبا لهذا النادي ومن خلاله ترعرت في هذا النادي، والطريف أن الوالد رحمة الله عليه كان لديه تحفظ تجاه موضوع الغناء (لطبيعة المجتمع المحافظة) لكنه يسمح لي بالتغني وترديد أغنيات الموردة ههههههه .
أين أنت من المشاركات الخارجية،وهل شاركت في مهرجان غنائي
نظراَ لطبيعة ارتباطي الوثيق بالحياة العلمية والعملية ، فقد كان موضوع الغناء وحتى الآن مجرد هواية وغذاء روحي يمنح خالد موردة معنى الحياة، فلذا كانت مشاركاتي محصورة داخل أروقة الدراسة، لكني أذكر أني قد شاركت ضمن فعاليات مسابقات المراكز الموجودة في العاصمة، وذلك عبر الأخوات الأستاذة هدي ميرغني والأستاذة الصحفية منى ميرغني فقد قدمتا لي هذه الفرصة وأذكر أني قد فزت وصعدت من قبل محلية أبوسعد وشاركت ممثلا لها في المحلية وايضا أحرزت مرتبة مميزة سمحت لي للتأهل للمسابقة على مستوى الولاية إلا أنه وللأسف الشديد تم إلغاء المسابقة. والآن تنحصر مشاركاتي عبر أنشطة ومهرجانات وبرامج وفعاليات الجالية السودانية بالمملكة العربية السعودية مدينة الرياض.
أين انت من البرامج التي تهتم بالغناء؟
حقيقة ولا أخفيك سرا بأن صرحت لك بأني من أوائل المشاركين في نسخ هذا برنامج نجوم الغد الرحيب الذي رفد المكتبة الغنائية السودانية بأصوات يشار لها بالبنان، وذلك في بدايات البرنامج، وقد انحصرت مشاركتي في مراحل التصفيات الأولية فقط، ومن هنا الشكر كل الشكر للقائمين على أمر البرنامج الفنان التشكيلي الأستاذ بابكر صديق “عراب البرنامج” وأسرة قناة النيل الأزرق راعية البرنامج، وكل الأستاذة الأجلاء المشاركين في لجنة الحكم بقيادة الراحل الأستاذ مهدي محمد سعيد “رحمه الله” والاستاذ/ محمد سليمان والآخرين، علماً بأن مشاركتي كانت أيضاً بإيعاز من الأخوات هدى ومنى ميرغني وزوجتي العزيزة سعاد كردة، وبالفعل شاركت بمصاحبة الصديق الموسيقار عازف الفلوت الأستاذ/ سراج الدين، وقد قدمت على ما أذكر نموذجين تمثلا في أغنية للفنان الراحل عثمان حسين “المصير” وأغنية حقيبة، وقد وجدتا الإشادة من اللجنة ولكن للأسف لم أتأهل للمراحل التي تليها لأسباب لم تذكر لي، والحمد لله قد تعاملت مع هذا الموقف باعتبار انها تجربة ثرة، يكفيني فيها خضوها والأستفادة منها. ولم أقم بالمشاركة مرة أخرى في أي برنامج وحقيقة لانشغالي بالدراسة والعمل.
حدثنا عن الغربة لك هل أضافة أم خصمت منك، وهل لك مشروع وماهو (فني)؟
بعكس الراي الشائع عن الاغتراب فقد أضافت لي الغربة الكثير،والدليل ماثل أمامنا وهو هذا اللقاء الصحفي وهذه المساحة التي أفردتموها لي في صحيفتكم العامرة، وللعلم الكريم فإن جل أعمالي الخاصة وانتاجي كانت هنا في رياض الخير، بل ومع عدد من الشعراء والملحنين والعازفين المتواجدين أيضاً في الغربة، إذن فالنتيجة إيجابية في معظمها، والتمنيات أن تجد هذه المجهودات الرضا وان تكون إمتدادا حقيقيا للساحة الغنائية السودانية الغنية …
ونحن بإذن الله بصدد تدشين هذه الأعمال الغنائية خلال حفل خيري كبير ستتم إقامته في رياض الخير، وذلك بعد انقشاع هذه الحائجة “كوفيد19” والتي تسبب في تأجيله عن الموعد الذي حدد وهو بتاريخ 2/4/2020م، وسيعود ريع هذا الحفل مناصفة إلى دار المسنين والمسنات ودار الأطفال مجهولي السند، وقد كونت لجنة برئاسة الأستاذ/ سمير عبدالمطلب والأمين العام/ عادل سنجراب، وهي تنشط وتستعد هذه الأيام للترتيب والتجهيز لهذه الفعالية بإذن الله.
آخر أعمالك الفنية؟
آخر أعمالي الغنائية عمل بعنوان “زمان ما قلت ناسيني”، ودعني أرسل شكري وتقديري للأخ الموسيقار وليد عثمان الشهير بـ”وليد جنينة” من أبناء سنار العريقة، وهو من قدم لي هذا العمل للتغني به بعد أن لمس فيه شيء من احساسي وامكانياتي، والعمل من ألحان الأستاذ/ شافعي شيخ إدريس وكلمات الأستاذ/ عمادالدين الطيب، وبالفعل قمت بتجويد العمل مرارا وتكرارا حتى استلهمت المعاني الموجودة داخل أروقته، والطريف في الموضوع بعد أن أحسست بأني قد ملكت مفاصل العمل قمت بترديده لابنتي ملك وقد أعجبت به وحفظته معي، وعليه قمنا بإنتاج العمل وطرحه عبر الوسائط الاجتماعية الالكترونية، وقد وجد استحسان الكثيرين من الأصدقاء والمتابعين لتجربة خالد موردة.
رسالة؟
أشكر كل القائمين على أمر الصحيفة واشكر كل من ساهم في تجربة ومشروع خالد موردة الغنائي سواء من قرب أو بعد، والتمنيات أن يجد هذا الوطن حظه من التنمية والازدهار، والامنيات أن يجد ما نقوم بتقديمه من أعمال غنائية الحظ من القبول والاستحسان، وبإذن الله القادم أروع وأجمل.